مقتل زعيم تنظيم داعش في سوريا بضربة نفذتها «مسيرة أمريكية»
مقتل زعيم تنظيم داعش في سوريا بضربة نفذتها «مسيرة أمريكية»
أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عن مقتل زعيم تنظيم داعش في سوريا، ماهر العكال، في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح بيان للقيادة المركزية في البنتاغون أن ماهر العكال، الذي وصفته وزارة الدفاع الأمريكية بأنه "أحد القادة الخمسة الأبرز في تنظيم داعش"، قتل بينما كان على متن دراجة نارية بالقرب من جندريس في سوريا، كما أصيب أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة.
وأكد المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل جو بوتشينو، أن العكال كان مكلفا بتطوير شبكات تنظيم داعش خارج العراق وسوريا، مشددا على أن القضاء على قادة التنظيم هؤلاء "سيعيق قدرة التنظيم الإرهابي على الإعداد لهجمات وشنّها في أنحاء العالم".
وعقب الرئيس جو بايدن على العملية بقوله إن الضربة "تخرج إرهابيًا رئيسيًا من الميدان وتحد بشكل كبير من قدرة داعش على التخطيط وتوفير الموارد وتنفيذ عملياتها في المنطقة".
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العكال "برفقة شخص آخر كان معه، بعد استهدافهما بصاروخ من مسيّرة أمريكية في جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب".
وأفادت جمعية "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري) بمقتل شخص وإصابة آخر بجروح في ضربة استهدفت دراجة نارية في محيط حلب، لكن من دون تحديد هوية الضحيتين.
ولم ترد الكثير من المعلومات عن العكال، لكن المرصد عرّف عنه على أنه "والي الشام" ضمن تنظيم داعش.
وخلّفت الضربة حفرتين صغيرتين على الطريق حيث تناثر حطام الدراجة النارية.
وأفاد قرويون محليون بأن عنصري التنظيم لم يكونا من سكان المنطقة التي قُتلا فيها.
وقلّل مؤسس مركز الخدمات الاستشارية "جهاد أناليتكس" داميان فيري من أهمية الضربة، مشيرا إلى أن تنظيم داعش في سوريا هو "بالكاد شبح" لما كان عليه في السابق.
وقال إن التنظيم "لا يزال قادرا على شن هجمات ضد قوات الحكومة السورية وتنفيذ عمليات هنا وهناك ضد القوات الكردية"، لكنه شدد على أن التنظيم بات ضعيفا مقارنة بحقبة "خلافة" داعش التي كان خلالها مسيطرا على مساحات شاسعة في العراق وسوريا بين عامي 2011 و2019
وقال "من المهم أن نتذكر أنه في كل مرة يُقتل زعيم لتنظيم داعش، يتم استبداله فورا"، مضيفا: "لا يفترض أن يؤثر هذا الأمر بشكل فعلي على أنشطة التنظيم".
وجاءت الضربة بعد خمسة أشهر على مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي على يد قوات أمريكية خاصة في أطمة بمحافظة إدلب (شمال غرب).
وقال مسؤولون أمريكيون إن القرشي فجر نفسه لمنع القوات الأمريكية من إلقاء القبض عليه.
والثلاثاء قال فرهاد شامي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، وهي ائتلاف فصائل كردية عربية تدعمه واشنطن، إن الرجلين ينتميان إلى فصيل "أحرار الشرقية" الذي فرضت واشنطن عقوبات عليه في يوليو الماضي.
ويضم الفصيل الناشط في مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا، وغالبية عناصره من محافظة دير الزور (شرق)، عناصر سابقين من تنظيم داعش وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واتهم الفصيل بقتل القيادية الكردية هفرين خلف بعد إخراجها من سيارة كانت تقلها في أكتوبر 2019، في جريمة أثارت تنديداً دولياً وترقى إلى "جريمة حرب".
ونجحت القوات الأمريكية في عمليات عدة في محافظة إدلب، قتل في أبرزها زعيما تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في أكتوبر 2019 ثم أبو إبراهيم القرشي في 3 فبراير الماضي في مخبئيهما.
وفي يونيو ألقت القوات الأمريكية القبض على هاني أحمد الكردي، القيادي البارز في تنظيم داعش، في منطقة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال محافظة حلب.
وتلاحق القوات الأمريكية قياديين من تنظيم داعش في مخابئ لجأوا إليها في مناطق عدة في شرق سوريا وشمالها وغربها بينها إدلب ومحيطها خصوصاً بعد هزيمة التنظيم قبل ثلاث سنوات.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية للبلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.